ولد الهدى فالكائنات ضياء
محمدٌ رسول الله (صلى الله عليه و آله)
يتم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال إظهار الفرحة و الإبتهاج
بهذه المناسبة الغراء إن كانت الأجواء البهيجة ذات صبغة مادية تلبى فيها مطالب و
حاجيات تبدو أنها للجسد أقرب ،وفي الحياة أرغب ، وللمتعة أجلب ، و هي أشياء لا
تتحاشاها شريعة الإسلام و لا تنفر منها و إنما رسمت لها دائرة هي دائرة المباح قد
توجه إليها و ترشد فيما اذا كانت تقوية ٌ للجسد و تحضيرٌ للعقل و تنشيطٌ للروح
لينطلق المؤمن في خضم الحياة و تلاطم أمواجها ، و كثرة مغرياتها و شد جواذبها
متحدياً مغالباً ، من أجل التمكين لرسالته وإعادة ترتيب الأشياء وصوغ العلاقات و
الإشتغال على الذات ،و إبداع صور وطرائق للحياة الفردية والجماعية المشرقة تنم عن
التوازن ،و الإتساق ،و التناغم ،بين المادي و المعنوي ، بين الفردي و الجماعي ،
بين المرأة و الرجل ،بين الغني و الفقير ، بين المتعلم و الأمي ، عناصر انتظمت في
تشكيل اجتماعي سلس ومرن و معجز لحمته و سداه الروعة و الجمال ما يحضر على مستوى
التصور و التفكير ليس هو الواقع كما هو في زمنه ووقته تجريبي محسوس يصدر من الورشة
حالة نشأته و تكونه و تطوره ثم استوائه صرحاً منتصباً حاكياً لحقيقة ، و مساغاً من
ارادة و علم و معالجة تطرد ما يزاحمها و تقهر ما يقاومها و يترصدها ، التاريخ ينصاع
فلا يسع غيرها ولا يقبل أغيارها فيهب نفسه لها يحملها على متنه و يسعى الى وجهتها
حثيثاً ، ليعكس حقيقةً مبتغاة و معانٍ مشتهاة ، لكننا الآن بعد بعد الشقة و
استبانة الفرقة لم نعد نملك إلا رموز لغوية و صياغات ذهنية و أبنية نظرية وتعميمات
مجردة ،تحمل كثرةً من الخطوط وجملة من الإحتمالات ما يعني أن المعرفة تخلق
موضوعاتها و الفكر يتشظى آراء و تيارات تتباين و تتصادم ، و تتشرنق كيانات منفصلة
و ربما متعادية و بالنتيجة متزحزحةً عن المركز شاردةً عن المحور ، منفلة عن زمام
القرائن العقلية و الشرعية ، الداخلية و الخارجية ، و حتى العرفية التي تضمن وتحفظ
و تحمي الخط الأصيل فلا تتعاوره الآراء و تتقاسمه التيارات فيرتخي ويتشوه و يفقد
بريق أصالته و رونق فعاليته واستجابته لأشواق الروح ، حقٌ وحقيق أن ينبسط المسلمون
وينشرحوا ويستريحوا للرحمة المهداة ويفكروا فيما تحقق من إنجازات و تراكم من علومٍ
و معلومات وما فتح من بلدانٍ و قارات وماضم الى حوزة الإسلام من أعراقٍ ولغاتٍ و
ثقافات في الصلاة صفوفٌ واحدة مسواة و الى القبلة متوجهات وحول الكعبة حائمات والى
الآذان مستمعات و له مرددات و للقرآن تاليات ولشهادة لا اله الا الله محمدٌ رسول
الله مع كل نفسٍ قائلات و بالرسول صلى الله عليه و آله متعلقات ، ملتصقات ، عاشقات
.
بقلم
: السيد محمد الفاضل حمادوش
الأربعاء
23 جانفي 2013 ميلادي
الموافق لـ 11 شهر ربيع الأول 1434 هجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق