الثلاثاء، 29 يوليو 2014

ولد الهدى فالكائنات ضياء - محمدٌ رسول الله (صلى الله عليه و آله)

ولد الهدى فالكائنات ضياء
محمدٌ رسول الله (صلى الله عليه و آله)
 

يتم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال إظهار الفرحة و الإبتهاج بهذه المناسبة الغراء إن كانت الأجواء البهيجة ذات صبغة مادية تلبى فيها مطالب و حاجيات تبدو أنها للجسد أقرب ،وفي الحياة أرغب ، وللمتعة أجلب ، و هي أشياء لا تتحاشاها شريعة الإسلام و لا تنفر منها و إنما رسمت لها دائرة هي دائرة المباح قد توجه إليها و ترشد فيما اذا كانت تقوية ٌ للجسد و تحضيرٌ للعقل و تنشيطٌ للروح لينطلق المؤمن في خضم الحياة و تلاطم أمواجها ، و كثرة مغرياتها و شد جواذبها متحدياً مغالباً ، من أجل التمكين لرسالته وإعادة ترتيب الأشياء وصوغ العلاقات و الإشتغال على الذات ،و إبداع صور وطرائق للحياة الفردية والجماعية المشرقة تنم عن التوازن ،و الإتساق ،و التناغم ،بين المادي و المعنوي ، بين الفردي و الجماعي ، بين المرأة و الرجل ،بين الغني و الفقير ، بين المتعلم و الأمي ، عناصر انتظمت في تشكيل اجتماعي سلس ومرن و معجز لحمته و سداه الروعة و الجمال ما يحضر على مستوى التصور و التفكير ليس هو الواقع كما هو في زمنه ووقته تجريبي محسوس يصدر من الورشة حالة نشأته و تكونه و تطوره ثم استوائه صرحاً منتصباً حاكياً لحقيقة ، و مساغاً من ارادة و علم و معالجة تطرد ما يزاحمها و تقهر ما يقاومها و يترصدها ، التاريخ ينصاع فلا يسع غيرها ولا يقبل أغيارها فيهب نفسه لها يحملها على متنه و يسعى الى وجهتها حثيثاً ، ليعكس حقيقةً مبتغاة و معانٍ مشتهاة ، لكننا الآن بعد بعد الشقة و استبانة الفرقة لم نعد نملك إلا رموز لغوية و صياغات ذهنية و أبنية نظرية وتعميمات مجردة ،تحمل كثرةً من الخطوط وجملة من الإحتمالات ما يعني أن المعرفة تخلق موضوعاتها و الفكر يتشظى آراء و تيارات تتباين و تتصادم ، و تتشرنق كيانات منفصلة و ربما متعادية و بالنتيجة متزحزحةً عن المركز شاردةً عن المحور ، منفلة عن زمام القرائن العقلية و الشرعية ، الداخلية و الخارجية ، و حتى العرفية التي تضمن وتحفظ و تحمي الخط الأصيل فلا تتعاوره الآراء و تتقاسمه التيارات فيرتخي ويتشوه و يفقد بريق أصالته و رونق فعاليته واستجابته لأشواق الروح ، حقٌ وحقيق أن ينبسط المسلمون وينشرحوا ويستريحوا للرحمة المهداة ويفكروا فيما تحقق من إنجازات و تراكم من علومٍ و معلومات وما فتح من بلدانٍ و قارات وماضم الى حوزة الإسلام من أعراقٍ ولغاتٍ و ثقافات في الصلاة صفوفٌ واحدة مسواة و الى القبلة متوجهات وحول الكعبة حائمات والى الآذان مستمعات و له مرددات و للقرآن تاليات ولشهادة لا اله الا الله محمدٌ رسول الله مع كل نفسٍ قائلات و بالرسول صلى الله عليه و آله متعلقات ، ملتصقات ، عاشقات .
 



بقلم : السيد محمد الفاضل حمادوش       
الأربعاء 23 جانفي 2013 ميلادي         
 الموافق لـ 11 شهر ربيع الأول 1434 هجري 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق