بسم الله
الرحمن الرحيم
اللهم صل
وسلم على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد
28 صفر ذكرى رحيل حبيب الله محمد
بن عبد الله
(صلى
الله عليه و آله وسلم)
الجزء الثاني
من
العسير أن نجمع أنفسنا و نلم شعثنا و نوفر فرصة من الإستقرار والسكينة وفسحة من
استتباب الأوضاع ومطاوعة الظروف من حولنا ، وقدرة أقول غير عادية و لكنها ليست
مستحيلة ،تمكننا من اشغال البصيرة واستخدام الحدس ، واستنهاض نفس العقل العميق ،
ونشر بساط المخيلة ،وبسط طيات و ثنيات الذاكرة ،بل تكاميشها وتجاعيدعا، واخراج كل
خبئها وسائر سرها ،ومكنونها ،واعادة تفتيش عمارتها واثاثها وكل مقتنياتها ،لأن
حشود من الموضوعات وطبقات من المعارف ومستويات من الفهوم تتناول أوجه الحقيقة من
زوايا مختلفة ومن أوضاع متباينة ،كلها لا تخلو من غرض ، و قصد ، قد يقترب من
الوضوعية ، ويلامس العلمية ،ويصيب قدراً من الحقيقة ،يطمئن العقل وتسكن إليه النفس
،وقد يبتعد عنها ،وقد تكون الإنفراجة ضيقة ،لاتفتقد نصيبها من الحمد وإن قل ،وقد
تكون الإنفراجة واسعة يأخذها الهواء الى حيث يريد ،ويأخذها الوهم الى ما لا تحمد
عقباه ،إن لم نقل فيها رداه الى أي شكل من أشكال الوعي ،عرجنا والى أي قالبٍ من
قوالب السرد أتينا ،عثرنا على صورٍ ،وليس على صورة واحدة ،ووحيدة ،فهذا الأدب
بالمعنى الكلاسيكي في الفكر والثقافة العربيين يشمل فيما يشمل جميع معارف العصر
،أو عصارة تفكير البيئة في ذلك العهد ،وفنون القول ، وطرق التعبير الفصيح ،ومذاهب
في الكلام الجمالي و الفني ، تجذب وتسحر ،تؤثر و تغير ،تجمع و تؤلف ،تؤنس وتسري
،تعتق من اسار الحس ،وتدجن الخيال ،وتتقصى آثار العقل ،وتتغذى بأقباس الوحي وماء
الإلهام النمير ،وتكمل ذلك بمعطى التجربة والخبرة ،وتزينه وتوشحه بمسحة جمالية
مبهرة ،يجد فيها الوجدان غايته ،والفضيلة غرضها ومبتغاها ،حيث سكن الروح و
ازدهارها ،ونبع الخلق الكريم والسلوك القويم ادري أن النبوة مصدرٌ لهذا ،و أن هذا
مجلى النبوة والرسالة ، للأسف أن هذا المورد قل واردوه ،وندر وافدوه ،وصوتٌ أو
نداءٌ توارى سامعوه ،وعطاءٌ و فضلٌ كثر ناكروه ،وذوقٌ وتذوقٌ توافر ناكثوه ،
وتواصلٌ يصنع تكافلاً وتماسكاً و تلاحماً ، برز قاطعوه ،وشخص سالبوه ، نحن ولابد
واجدون في هذه اللوحة أو المشهد صورة للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) قد تكون
أبلغ بياناً ،وأكثر فصاحةً ،وألصق بأشواق الإنسانية ،وأشد التحاماً بوجدانها
،وعواطفها ،منها في قوالب سردية اخرى ،وهي من الكثرة بمكان ،كالفلسفة ،والتاريخ
،والفقه ،وعلم الكلام ،وعلم الأخلاق ،الذين من الممكن أن نتناولهم في مقلات قادمة
انشاء الله ،أيها المسلم أيها الإنسان أعطنا سمعك وتفضل علينا بصبرك ،واقطع لنا من
وقتك شيئاً قليلاً ،وتداول معنا هذا الشأن ،وكن طرفاً في هذا النقاش ، وعنصراً في
هذا الحوار ،زيادةً في المعرفة ،وفضولاً في الإستطلاع ، ،واستجلابا للخير
،واستحواذاً على عناصره ،الهامة والحاسمة ،والحال حريٌ بنا أن ننشئ تفكيراً متخطياً
،ومعرفة متجاوزة ،ونتحاشى سلبيات التراث ،ونتيقظ لبقايا عصر الإنحطاط فينا ،ورواسب
حقبة الإستعمار في تفكيرنا ،وسلوكنا ،وسائر عوائدنا ،وأحوالنا ،وإلا كيف نفسر
سفاهتنا ، في تعاطينا مع ديننا ،وحماقتنا في تعاملنا مع مذاهبنا ،حيث وصل انهيارنا
وتلاشي شخصيتنا وبهت ذاتيتنا ،الى مادة طيعة في يد الإعلام يتلاعبُ بها كيف يشاء
،ودمية بين يدي الفضائيات العميلة التابعة ، لسياسات الدول العظمى ،واسترتيجيات
الشركات الإحتكارية العملاقة المتعددة الجنسيات ،وقدراتها الرهيبة ،مكنتها من
تقديم قراءة معينة وأقول بثقة و يقين
خبيثة و مفخخة ،لتراثنا ولديننا بصفة أخص ،تكفيها مؤنة التدخل العسكري و تكاليفه
المالية ،وعبؤه الإقتصادي المكلف ،هذا هو جواب اشتعال واحتدام الصراع المذهبي
،ومحاولة استملاك القرآن والنبي محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) ،وانجازات
ومكاسب الإسلام، وتجييرها لصالح مذهب ،أو شخصية ،أو فرقة عقائدية ،أو مرحلة
تاريخية ..............
بقلم : سيد محمد
الفاضل حمادوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق